يصلي المسلم طاعة لربه الذي أمره بالصلاة وجعلها ركن من أركان الإسلام.
المسلم يقوم للصلاة في الخامسة صباحًا يوميًا، ويقوم أصدقاؤه من غير المسلمين لممارسة رياضة الصباح في نفس الوقت تمامًا، فصلاته بالنسبة له غذاء جسدي وروحي، والرياضة بالنسبة لهم غذاء جسدي فقط، وهي تختلف عن الدعاء والذي هو سؤال الله لحاجة، دون حركة بدنية من ركوع وسجود والذي يقوم به المسلم في أي وقت.
فلننظر كم نعتني بأجسادنا والروح تتضور من الجوع، والنتيجة حالات انتحار لا تعد ولا تحصى لأكثر الناس رفاهية في العالم.
تؤدي العبادات إلى إلغاء الإحساس الموجود في مركز الشعور في الدماغ، والخاص بالشعور بالذات وبالشعور بمن حولنا، فيستشعر الإنسان قدرًا كبيرًا من التسامي، وهذا إحساس لن يفهمه الإنسان إلا إذا جربه.
تُحرك العبادات مراكز الشعور في المخ، فتتحول العقيدة من معلومات نظرية وطقوس إلى تجارب شعورية ذاتية. هل يكتفي الأب عند عودة ابنه من السفر بالترحيب اللفظي؟ إنه لا يهدأ له بال حتى يحتضنه ويقبله. إن للعقل رغبة فطرية في تجسيد المعتقدات والأفكار في صورة حسية، فجاءت العبادات إشباعًا لهذه الرغبة، فالعبودية والطاعة تتجسد في الصلاة والصوم، وهكذا.
د. أندرو نيوبرج[293] يقول: " إن للعبادات دور كبير في تحسين الصحة الجسدية والعقلية والنفسية، ولتحقيق السكينة والسمو الروحي، كذلك فإن التوجه إلى الخالق يؤدى إلى المزيد من السكينة والسمو". مدير مركز الدراسات الروحية بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة.