معالم على طريق الحج
حين يتسنى لنية حج البيت الحرام أن تنبت بين جوانح مؤمن ما… فإن الأمر لديه يتجاوز بكثير ما درج السائحون عليه في المعمورة من معاينة آثار تاريخية مجردة، وزيارة مواطن ذات أصول وذكريات ممتدة في عمق التاريخ، فتطبع في دواخلهم الدهشة والإعجاب… بل الأمر يتجاوز تلك الظواهر نافذًا إلى لباب من المعاني العبادية والانطباعات الروحية والوجدانية الممزوجة ببركة الله عز وجل، والتي تمد الإنسان المسلم بزاد الحياة الطاهرة الحرة الكريمة؛!
فالحج أحد أركان الإسلام، وعبادة شرعها الله لعباده، وقربى من أجلّ القربات التي يتوسل بها المرء إلى رضوان ربه… بيد أن الغالب فيمن حاز الاستطاعة المادية من الناس: أن تغيب عنهم حيازة القدرة على التأمل وفهم المعاني واستيعاب الدلالات الباهرة لتلك الشعيرة العظيمة… بل قد يغيب في سياق ذلك: تقنين المقاصد والمنطلقات التي يتأسس عليها بناء الفريضة من أصلها، فكثر أولئك الذين أهلكوا أموالهم، ونال منهم جهد السفر ومشقته دون أن يلووا على حظ معتبر من رحلة حجهم،!
ومن ثم نلقي مزيدًا من الضوء على بعض المعالم في مسيرة الحج المباركة، لعل السائرين أن يتقوا بها الزلل والانحراف بلوغًا إلى مرادهم الأسمى من تلك الشعيرة الأثيرة.!